Friday, October 15, 2010


ساكتب من اجلك .. خامسه .. من اجلك فقط اكتب ..

وسط الورق المبعثر على سريري والمكتب وسط ذلك الكتاب وتلك المذكره وذلك الملف .. ونهاية اخر اسبوع مشحونه بالمذاكره ... مرهقه متعبة انا .. اريد ان ارفع الرايه البيضاء , نعم اريد ان استسلم .. لقد تعبت نعم اشعر بالتعب .. لا ليس عيبا ان ارغب بالاستسلام .... ليس عيبا ان اطلب من الوقت ان يتوقف ومن الناس ان يصمتو ومن الجميع ان يتوقف عن التنفس .. لا اريد ان اسمع صوتا او همسا فانا اشعر بالتعب .. رجاءا لا امرا رجاءا الصمت والهدوء ...


لم اكتب شيء عن هذه السنه بعد ,, مع انها بدأت قويه .. فقد انتهينا في الاسبوع السابق من مادة التخدير .. نعم كانت جميله مثير للاهتمام , لقد كنا محظوظين بأن بدأنا بماده سهله وممتعه كالتخدير .. وقد كنت الاوفر حظا بين زميلاتي بان استطعت ان اقوم بإنتيوبيشن حقيقي لمريض حقيقي وليس دميه .. كان شعورا رائعا , وانا ادخل انبوب التنفس البلاستيكي للقصبه الهوائيه والمريض في سبات عميق وجهازه التنفسي مشلول بعد ان تم اعطاءه الماده المخدره ,, كان امامي فقط خمسه دقائق , خمسه دقائق فقط ليبدأ المريض يعاني من اعراض الهايبوكسيا ( نقص الاكسوجين في الدم )... في تلك اللحظه لم اشعر بان الذي كان يسري في عروقي دما بل هو ذلك الهرمون ,, هرمون الخوف والتركيز ,, احسست بالادرينالين يندفع بين جدران اوردتي وشراييني .. كان احساسا رائعا لا استطيع وصفه .. الا كجراح حديث عهد يمسك بالمشرط ليرسم اول خط دموي في حياته المهنيه على جسد يتنفس .. نعم اعتقد ان هذا مثال جيد , قريب بما شعرت به ..

اخذت مادة التخدير الاسبوعين الاولين من هذه سنه .. كانت خفيفه وبسيطه حتى اني شعرت بانها فترة نقاهه واستعداد للمعارك الكبرى التي سنواجهها في الاسابيع المقبله .. بقدر ما كانت سهله بمقدار ذلك .. اتى الاختبار صعبا عميقا احتاج الكثير من الوقت لكي ننتهي من حله , حتى اني لم اراجع ورقتي لان الوقت انتهى بسرعه .. لم تظهر النتائج بعد ..لكن ليكن الله في عوننا ..

اما عن الاسبوع السابق فماذا اقول .. الا اني اكتشفت اني مصابه بمرض نفسي حتما حتما .. بل اني اكتشفت ان جميع طلاب الطب مصابين بشتى الامراض النفسيه .. والاكتئاب بدرجته الخفيفه يحتل المرتبه الاولى والصداره , يليه فورا ثنائي القطبين (: لا اعلم هل اقول اني فقط امازحكم ام اقول هذه هيا الحقيقه المره ... طبعا من هذه المقدمه السوداويه عن الاسبوع الثالث في سنه خامسه .. فلن يخفى عليكم اني ادرس السايكاتري ( الامراض النفسيه ) الصراحه قمة المتعه والحزن معا ,, لم يحتوي الاسبوع الاول الا على المحاضرات من التاسعه صباحا حتى الثالثه او الرابعه عصرا .. لم يكن هناك اي احتكاك مباشر مع مريض حقيقي .. حزرتم اذا ان الاسبوع الثاني من هذه الماده سيكون دوره في مستشفيات جده للامراض النفسيه .. الله يستر !!! ( اخاف يمسكونا كلنا وما يخرجونا من المستشفى بحكم خلل في النيوروترانزميترز التي يحملها عقلنا المسكين )


خامسه جميله هادئه حتى الان .. اشعر انه الهدوء قبل العاصفه ..................

اخر كتاب بين يدي كان..


.

ذاكرة الجسد .. للكاتبه الجزائريه احلام مستغانمي

عمر الروايه ثمانية عشر عاما ...

لتتحدث هذه الروايه عن نفسها .. لن احكم , فعنوانها قد سبقني ..

غير تعليق صغير احب ان أنوه عنه ... لمدمني لغة الحب والعشق .... يجب ان تكون هذه الروايه في مفضلتكم .. فإنها المشاعر اذا نطقت ..

7 comments:

Fadiosis said...

OMG the last two posts O_O.. u've certainly have reached a whole new level... i'm amazed!!

this is way too different from how u used to write. but it's relaxing, i felt that i'm ruining my mood by reading it on a computer!

this should be printed on an ivory white paper and read on the light of candles. u're my no. 1 novelist/blogger ♥

amazing.. your style -literally- shut me up!!!

The Great Doctor said...

تطور ملحوووووظ في الأداء و الأسلوب و الأفكار ...لا أخفيك سرا أختي الغالية إن قلت لك أنني أحد المعجبين بمدونتك الرائعة (المصيدة) ...إختيارتك من الكتب و الروايات كانت
جدا موفقة ...تمنيت لو تحدثت عن ذاكرة الجسد بإسهاب لأنني سمعت عنه الكثير و لم أجرؤ بعد على الإقتراب منه
أخيرا أهديك هذا الرابط ففيه أفكار و مقترحات جديرة بالأخذ بعين الإعتبار
http://www.rasheed-b.com/2009/10/12/blog-traffic-problems/

Ghadeer said...

اهلا اهلا بترابد الجميلة
شعور جميل أنك لما تشتاقين لانسان تبحثين عن كلماته وتلاقينها تعبر عنه وكنك قابلتيه :)
خامس ..طبعا ما بتكون نفس تجربتنا لانه النظام اتغير بس اللي اعرفه انها متعبة متعبة بشكل استنزفني للأخير ..بسس احس راح تكونون اوفر حظ مننا إن شالله ..مجرد إنك سويتي انتيوبيشن شي رائع جدا ..ذا يعطيك دفعة معنوية ونفسية وكل شي :)
أما بالنسبة للسيكاتري فتقدرين تقولين انه من التخصصات اللي عشقتها ولا تخافين انهم يحجزونك ترى شافونا قبلكم وما حجزونا>>>متأكدة إني مريضة سيكاتري بامتياز ^_^
بالنسبة لذاكرة الجسد نصحتني فيها من فترة صديقة اثق بذوقها جداا بس ما لقيت نسخة ورقية ومو حابة اقرا الكترونية استمتعي فيها وسوي تقرير<<تتأمر هههههه
ترابد..كثرت عليك سوالف على هالصباح بالتوفيييق إن شالله بالسنة الجديدة وان شالله راح تقفز معلوماتك فيها وتصيرين شبه كونسلتنت هههههههه

Trapped Medic said...

فاديه كلاماتك دائما ترفع روحي المعنويه .. اشكرك (:

جرايت دكتور اشكر مرورك ومتابعتك للمدونه , واسعدني اعجابك بذوقي في القراءه احب ان اعرف ماذا تقرأ انت ايضا ؟؟.. ذاكرة الجسد امممم ربما احكي عنها تحت طلب القراء .. لاحظت طلبين للحديث عنها
(:

غدير وحشتيني .. وسلامتك من السايكياتريك ديساوردير .. انت معلمتي (:
والله يوفقك واشوفك انتيرن قريبا .. تيك كير دوك ..

Anonymous said...

بالنسبة لي فإنك قد قمتِ بوصف شعور دائما مايشعر به طلاب الطب ، في كل مكان وزمان ، نشعر بالتعب ولا نريد ان نسمع صوتا ، نريد أن نرتاح قليلا وننام في منازلنا .. وبعد ساعات قليلة في المستشفى فلا يوجد حماس مثل حماس دخول عملية أو القيام ببروسيجر ما ، أو مناقشة حالة مثيرة مع دكتور ..
وفي الجامعة من معركة إلى معركة ، كورس قصير يحتاج إلى إتقان أساسياته والتركيز على أهم نقاطه فكل مالدينا هو أيام قليلة تفصل بدايته عن نهايته ، فندخل في صراع مع الوقت لنجمع مايمكننا قبل إختبار حاسم نهائي من مئة درجة ..
كورس آخر طويل ، يحتاج أن إلى تكتيك مختلف ، فيجب أن نعرف كل حرف من كل موضوع ، ويجب أن نستعد لسلسلة من إختبارات دورية تسبق سلسلة من الإختبارات النهائية ، صراع مع الكتب والعلم ..
سلسلة معارك لا تنتهي هنا وهناك ، وفي كل لحظة نادرة من الراحة نحظى بها دائما نجد منك توصية رائعة بكتاب جيد لقراءته :)

MY SECRET CLOSET said...

يا الهي يا ترابد !! الرحمة! ارفقي بنا !! تكاد عيناي تدمعان من لذة ما قرأت
كتاباتك اصبحت تأسرني حقا بشكل رهيب
و اخر سطر كتبته .. كان .. لا اعرف ماذا اقول غير أن لساني معقود من شدة اعجابي به
لقد الهمتني حقا لأن اعود إلى شغف قديم .. ذاك الشغف الذي كنت اكنه للكتابة العربية، كم كنت احبها و كم كنت اتلذذ بقراءة المقالات ذات العربية الفصحى الطليقة!

اما بالنسبة للسنة الدراسية الجديدة، فحمدا لله ان بدايتكم لم تكن مثل بدايتنا المربكة المرهقة. اتمنى لكم عاما مثيرا يمضي بسلام كما تبتغون
=D

Anonymous said...

فقط أريد أن أقول ما هو بلوق العظيم الذي وصلنا اليه! لقد كنت في جميع أنحاء لعدد لا بأس به من الوقت ، لكنه قرر في النهاية إلى إظهار تقديري لعملكم! ممتاز ، وتجعلها قادرة على الاستمرار!