Monday, August 8, 2011

حسن الختام

 كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بقدوم شهر رمضان فيقول : " جاءكم شهر رمضان شهر بركة ، يغشاكم الله فيه ، فينزل الرحمة ، ويحط الخطايا ، ويستجيب الدعاء ، ينظر الله إلى تنافسكم فيه فيباهي بكم ملائكته ، فأروا الله من أنفسكم خيراً ، فإن الشقي من حُرم فيه رحمة الله " [ رواه الطبراني في الكبير ] .

الثامن من رمضان , هاهو ككل عام يأتي سعيدا جزلا بكل ما يحمله من خيروعفو ومغفره ورزق وبركه , ولكنه ما إن يأتي الا ليبدأ فيحزم امتعته رويدا رويدا ليستعد للرحيل فيرحل وترحل معه قلوبنا .. ايا رمضان تمهل ايا رمضان تمهل فنحن لا نملك غيرك منقذا لفقراء اذلاء مساكين مثلنا لتعتق رقابهم من النار .. شهر تغلق فيه ابواب النار وتفتح فيه ابواب الجنة  , ايام معدودات تتزين فيها جنة الله فرحة بعباده الصائمين ..
اختار الله  روح جده جميله النقيه لتصعد اليه فجر هذا اليوم من شهر رمضان , علمت بالخبر بعد نصف ساعه من صعود روحها , اغلقت الهاتف , تجمدت في مكاني لا اعلم كيف يجب ان تكون ردة فعلي , هل ابكي على فراقها ام اسعد لحسن خاتمتها , ام ابكي جدتي التي فقدت اختها العزيزه , هو الموت ذلك الوحيد الذي مهما قرأنا عنه مهما علمنا به مهما رأيناه بأعيننا مهما اعددنا للقائه يبقى لقائه لغزا حتى المواجهه , ماذا اعددت انا لهذه المواجهه ؟ كيف هي خاتمتي ؟ اذكر هنا قول جميل للسيد كشك رحمة الله عليه :
  من أراد مؤنساً فالله يكفيه , ومن أراد حجتاً فالقرآن يكفيه , ومن أراد موعظة فالموت يكفيه...ومن لم يكفيه شئ فالنار تكفيه!

يا رب الليله اول لياليها في القبر اللهم فثبتها بالقول الثابت وعند السؤال .. يا رب وارها مقعدها من الجنه واجعل قبرا روضة من رياض الجنه .. اللهم وارحمنا اذا صرنا الى ما صارت اليه ..
يا رب حسن الختام .

Thursday, July 21, 2011

كل سنه وانت طيبه (:



ربما تأخرت قليلا او ربما تعمد عقلي الباطن ان اتأخر قليلا لاحتفل بمرور عام كامل على ميلاد هذه المدونه الصغيره .. ترنحت التدوينات بين جيد مقبول وممتاز وتغير اسلوبها عدة مرات من كتابه عاميه الى عربيه فصحى وسقطت الالغه الانجليزيه المعربه احيانا فيما بينهم .. احب ان اقول لمدونتي صاحبة هذه المناسبه اني احب كل حرف كتبته فيها واعز كل قصة رويتها لكم من خلالها واقدر لها واشكرها من اعماق قلبي ان منحتني هذه المساحه البيضاء لأخط فيها ذكرياتي قصصي احلامي ومشاعري .. شكرا لك مدونتي ترابد ميديك لأنك كنت شيء احبه ومازلت كذلك .. كل سنه وانت طيبه وعقبال مئة عام .. وكمان كل عام وانت الى الله اقرب ..فلولاه ما كنت ..
ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله ^_^
اشكر كل من ساعدني وشجعني على الكتابه عندما كانت هذه المدونه تأخذ اولى خطواتها .. اشكر كل من علق وساهم وشجع برأيه.. اشكركم جميعا لولاكم انتم وكلماتكم اللطيفه ما كنت لأكتب هذه التدوينه ..
واحب ايضا ان اهنئكم بقدوم شهر رمضان المبارك كتبنا الله فيه واياكم ممن سيصومه ويقومه ايمانا واحتسابا فيغفر له ما تقدم من ذنبه..
مع خالص شكري وامتناني..
ترابد 2011

Monday, June 27, 2011

اخر ما قرأت .. عن الادب الحب والفلسفه نتحدث

نادت علي ارفف المكتبه بعد ان ملأتها خلال هذا العام بكل جديد اشتهيه واراه في جرير او العبيكان او حتى المكتبات الصغيره داخل السوبرماركتات زي الدانوب وبنده !! حسنا اظن ان ساعة العمل قد دقت  وحان الوقت ان انزل ساحة القراءه بكل حماس , كما هي العادة  من كل صيف منذ ان كنت في السابعه من العمر .. وهذه عادة يعود الفضل فيها لأبي الذي حبب الينا القراءه منذ ان كنا صغارا , الا ايام الدراسه فهو ينزعج اذ رأى احد الروايات في يدي ولم يرى كتب المدرسه .. كانت اياما جميله اما الان فكل ما يهم والدي ان انجح خلال العام (:
امم هل ابدأ بقرارات واعمال هذا الصيف ام ماذا انهيت من كتب .. حسنا اعتقد ان الكتب اولا ثم لندع الاخبار لاحقا ..


حسنا الى عشاق الدكتور غازي رحمة الله عليه اريد ان اقول يا بختكم  انكم عرفتم هذا العبقري منذ زمن !! 
رغم اني احببت شقة الحريه وقمت بإعادتها اول هذا العام واحببتها كما المرة الاولى , لكني لم اكن يوما من معجبي كتاباته , لا اعرف لم , ربما هي تجربتي مع الرقم سبعه لم تكن موفقة ابدا ,  ثم قررت بعدها ان لا اقرأ له مرة اخرى , وقد كان حكما خاطئا وغير موفق , ولم تكن الجنيه بإستثناء , رأيتها عدة مرات في المكتبه ربما اول هذا العام او الذي سبقه , لكني التزمت بقراري بأن لا اقرأ له شيء مرة اخرى فكنت اشيح بوجهي عنها كلما رأيتها  .. . الا ان القدر شاء , وعندما يشاء القدر .. لا يكون لنا الخيار الا بأن ننصاع لأوامره  .. 
كنت في زيارة عائليه لمنزل احد اقاربي , هناك رأيت مجموعه من الكتب بل قل الكثير من الكتب التي كانت منتشره هنا وهناك , فأعربت عن إستيائي له ان كيف يعامل الكتب بهذه الطريقه السيئه , ثم انه يشتري الكثيرمنها ولا يقرأها .. اخبرني بأنها جديده وسيقوم بقرأتها هذا الصيف .. طبعا لن يخفى عليكم اني قمت ابحث بينها لأرى اختياراته ولعلي اجد ما هو مثير للإهتمام .. ثم كانت الجنيه .. على تلك الطاوله الخضراء لوحدها تجلس ساكنه ويظهر عليها انه لم يتم مساسها او قرأتها بعد .. وطبعا تعلمون ان الزيارات العائليه تكون طويله وغالبا ينتهي الحماس والاخبار في اول ساعتين , فأستأذنته اني سأتصفحها قليلا ريثما نعود الى المنزل .. صعدت بالروايه الى الطابق الثالث من المنزل .. وهناك كان ذلك الكرسي الوثير امام النافذه الكبيره التي تمتد حتى السقف .. قمت بفتحها على مصرعيها , فكان ذلك النسيم الذي هب باردا منعشا اعاد لي بعض من النشاط بعد ان بلغ التعب اوجه ذلك اليوم  , حيث انه نعم  لم اذكر ان هذه الزياره كانت الاثنين الماضي اليوم الذي انهينا فيه سنه خامسه .. المهم اسندت ظهري على ذلك الكرسي ( وحقا اقول انه اجمل واريح كرسي جلست عليه في حياتي ) عندما استيقظت من غيبوبة الرواية كنت قد انهيت مئة صفحه وانا لم اشعر بذلك .. عن الشاب ضاري تحدث عن علم الانسان عن علم الجان والجنيات , عن الحب وكيف يحدث ولم يحدث وكيف انه ليس سوى شيء ينبته الخالق في القلب فلا ندري الا ونحن نحب  ونعشق من نحب , عن محولاتهم معا على الفراق , عن شدة اختلاف عوالمنا وشدة تشابهها معا ,, لم استطع ان اتوقف لحظه , عند الصفحه المئه اقفلت الكتاب وفكرت  انه حقا لم اقرأ رواية شدتني بهذا الحماس منذ زمن .. كما ايام الصبا عندما نقرأ انا وإخوتي من الصباح حتى المساء بلا توقف مذاكره او غيره !! .. رحمك الله دكتور غازي اسعدتني تلك الليله واهديتني بدايه موفقه لصيف ادبي جميل ^_^


هوا كتاب فلسفي بحت .. يظهر في البدايه كروايه ولكن تجد انه لا يوجد الا شخصيه واحده  طيار تدور حوله الاحداث او بألاصح تدور الاحداث والنقاشات داخل عقله .. في البدايه شعرت ان ماذا يريد هذا ؟؟ فليقل شيئا افهمه !! لكن عندما بدأت مكعبات الاحجيه بالتجمع وبدأت الفكره تتضح في رأس الكابتن .. بدأت استسيغ الفكره .. ولقول الحقيقه اقنعني تماما .. كما قلت في البدايه كنت اقول ماذا يريد هذا ؟ يقول ان هذا العالم ليس هوا العالم الحقيقي , واننا كلنا منومون مغناطيسيا بأفكارنا !! . لكن  في النهايه وتحدثه عن قانون الجاذبيه وكونه قانون وليس نظريه ( احذركم ليست الجاذبيه الارضيه ما يتحدث عنه ) حقا اقنعني وراق لي تحليله ,  وتقريبا هي تماثل افكار الاشخاص الإيجابين مثلي ^_^  ربما انصح بقراءه هذا الكتاب امام البحر فلسوف تكون تجربه فريده من نوعها ! 


ماذا اكتب عن العبقريه عن الفلسفه عن الموهبه الفذه التي زرعها الله بين يدي هذا الرجل العظيم !! حقا عجزت النساء ان تلد مثله وشاب الكتاب والفلاسفه والعلماء بعده ! اتعبت من بعدك يا دكتور مصطفى .. 
قرأت ما قرأت في حياتي اعجبت بمن اعجبت احببت من احببت من المفكرين والفلاسفه  المؤلفين  الروائين الشيوخ والدعاة  .. لكن كل ما كان قبل هذا الكتاب او كل ما كان قبل هذا العبقري هو لعب عيال مثل قول بعضهم .. في كتبه وبين كلامته يطمئن قلبي وتدمع عيني وتجد روحى السكينه التي تنشد والحكمه التي تبحث والاجوبه الشافيه الكافيه لأسئلتي التائهة الحائره  .. لم ارى اجمل من كلماته لم ارى ابسط من تحليله لم ارى فلسفه اكثر اقناعا من فلسفته لم اقرأ مناجاة لله اجمل واحلى من مناجاته  , حسنا يكفي تعظيما لهذا الكتاب اني سجدت لله شكرا بعد ان انهيته , شكرا لله ان رزقني هذا الكتاب بين يدي ووضعه في طريق حياتي لأتعلم منه  ما لن اتعلمه من غيره ! 


 .. حسنا اتعلمون عندما يسمع متذوقو شعر الغزل والحب كلمات الكبير نزار قباني .. وكيف تكون اشكالهم ورؤوسهم .. نعم هذا ما تفعله بك الروايه .. بقلبك بعقلك بوجدانك .. رأسا على عقب تقلب !! 
الادب اية في الجمال .. الكلمات لم ارى انتظاما حلوا كهذا لم ارى غزلا اكثر كثافتا كما تغزل هذا الفتى بحبيبته ..  ولم ارى عشقا وتقديسا كما كان هنا (( ربما هنا اخذ على هذا الفتى تقديسه المنفر لفتاته , كما اني احيانا لا استسيغ ان يكون الحب بلا عقل او ان يصل بأحدهم لهذه الدرجه , فهذا لا يصبح حبا بل جنون , وانا اجد ان للعقل يد بأن يوقف هذه المهزله !! )) في 500 صفحه لم يكن هناك نشازا واحدا ..   ربما تشبه هذه الروايه ذاكرة الجسد .. احببت فيهما اللغة والتعبير .. وكرهت فيهما ايضا نفس الشيء ( الذل والبهدله التي لاقاها العاشقين لأجل إمرأه !! يعني معليه مره بزياده *_* ) كما انها ادخلتني في حالة حزن طفيفه حالما اجليتها بالكتب السابقه (: 

حسنا اعتذر عن الإطاله ... لم يبقى الا القليل من الاخبار ... لم يبقى على موعد سفري الا ايام عده .. الى الظهران اغادر .. ستختلط رحلتي بين قضاء وقت مع ابي الغالي و إستكشاف للبحرين ايام الويكند ولحسن الحظ قبلت احدى المستشفيات الكبرى طلبي بالتدرب عندهم  .. اه لم يبقى الا شيء واحد .. ابت خامس الا ان تثبت انها سنه غلسه ..  فتركت لي هديه صغيره .. موعد مع طبيب العيون هذا الاسبوع .. نعم اصبحت عيني اليمنى مرهقه اكثر من اختها  .. اكتشفت هذا الأمر صدفة بينما كنت اذاكر الاوبي الاسبوع الماضي .. حسنا لا بأس انا اسامح خامسه فالمسامح كريم ^_^
اترككم على خير .. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك .. 

Tuesday, June 21, 2011

خواطر صيف 1


اهداء الى كل من يفتقد احدهم هناك ..

عندما تستيقظ في منتصف الليل لتعتدل جالسا مسندا ظهرك على السرير رافضا ان تشعل المصباح الذي بجانبك لعل الظلمة تستيطيع ان تربت على كتفك وتحتضن افكارك بعيدا عن عيون الضوء , عندما تبدأ تلك الغصه التي في الحلق مكونه ذلك الاحساس الخانق الذي يمنعك من الحديث او حتى التفكير فيه , ثم ينتقل ذلك الاحساس صاعدا الى الاعلى مكونا شريطا من الدموع على كلا المقلتين , ثم تنزل راسك الى الاسفل رافضا ان يراك الظلام في تلك اللحظه فتنساب دموعك حارة على الوجنتين معبره عن استسلامها لجاذبية الارض وموشية بأنك تفتقد احدهم بشده ...
عندما تأخذ اقدامنا خطوات عكس ما تشتهيه قلوبنا ... عندما نطيع عقولنا ونتجاهل صراخ قلوبنا بأن لا نفعل .. عندما تبدأ معركه داميه بين القلب والعقل .. تقف انت متفرجا في محاولة لتسوية الامر بينهما لإيجاد حل يرضي الطرفين .. ولكنك تعلم في قرارة نفسك انه  ليس هناك حلا وسطا .. وانها معركه حتى الموت .. سيقتل فيها احد الطرفين .. وانت ستقوم بما سيمليه عليك الطرف الثاني .. لكن بفوز احد الطرفين اي منهما .. أنت خاسرفي كلا الحالتين ... فإذا ما فاز القلب انبسطت اساريرك وتهللت نفسك ولكنك تنظر الى العقل الجريح مودعا قراره وانت تعلم انه على حق وانك ستندم يوما ما , فيشيح بوجهه مبتعدا محافظا على كرامته مصرحا بصوت خفيض بأنك ستندم يوما ما .. لكنك تسري نفسك بهذه الفرحه المؤقته التي ما تنسيك عادة عواقب قراراتك  .. بينما اذا انتصر العقل الذي يرجح الصواب في كفته اغلب الاحيان ولا ينتصر عليه القلب الا اذا كان قلب ام .. اتت تلك الغصه معبره عن الالم الذي نتج عن وقوع القلب على ارض المعركه مثخنا بالجراح ..  فتنتقل الغصه مظهرة نفسها على شكل تلك اللأليء الحاره على وجنة صاحبنا ..
نعيش هذه  المعركه في حياتنا اكثر من مره  ونتحمل عواقب قرار الفائز فيها بصبر وتفاؤل بأن المستقبل افضل بينما نحمل الم الجريح طيلة حياتنا ونمني نفسنا بأن الوقت كفيل بعلاج اشد الجراح الما واكثرها عمقا ... 

Monday, June 20, 2011

عشره ساعات وتنتهي سنه خامسه طب

الثالثه صباحا ...
ربي رغم الزلل ربي رغم التقصير تقبل سنه خامسه طب عملا خالصا لوجهك الكريم .. ربي ارفعني بها عندك درجات في الجنه .. ربي لم يبقى الا ساعات و ترفع  اعمال هذه السنه وتغلق صحيفتها ... تقبلها يا رب نقيه صافيه خالصة لك وارزقني مسك الختام  .. 

Wednesday, June 15, 2011

رثاء قبل الرحيل ودرس مستفاد !




هاهي خامسه تلفظ انفاسها الاخيره تلقي باخر اوراقها لعلها تكسب ودي بعد حديث طويل ، هاهي تودعني بثلاثة ايام ونصف ليله  مسرعه في خطاها لانها تعلم كم كانت ثقيله ، لماذا تنظرين لي هكذا  فانا فقط اقول الحقيقه ، عن ماذا احدثهم ؟ عن اي شيء افصح فلقد قلت الكثير ، عن ماذا اكتب ؟ عاملتك كاحسن ما تكون المعامله  وارضخت قلمي ليكتب ، ليكتب من اجلك فقط ....
تخنقني العبرات الان .. فلقد كانت قاسيه ، نعم هذه هي الحقيقه ، اردت ان اختار كلمه اخرى لكي لا اظلم سنه كامله في مشوار حلم يتحقق ، ولكن ابى قلمي وابت نفسي الا ان تنصفني لتكتب ، كم كانت قاسيه  مرهقه جسديا عقليا ونفسيا ، و هذا لا يعني انها لم تعلمني شيئا ، على العكس فانفع الدروس اقساها ، ربما سافتقدك بعد هذه الايام الاخيره ، ولكن افتقادي لك لا يعني رغبتي بعودتك ، فلنكن واضحين هنا ..
 اشعر برغبه شديده ان احكي لكم ما حدث وما حدثتني به هي ، لكن الوقت يسرقني لانهي حديثي سريعا فالمذاكرة لم تنتهي واخر صفحه لم ارها بعد، حقا كان حديثنا ممتعا ومليء بما لا يخطر على بال ، ربما اخبركم عن الاوبي كاخر ماده نودع بها هذه السنه ، تجلى فيها  ابداع الخالق امام عيني ، درسا درسا كان ايماني يزداد وعظمته ترتفع في نفسي ،كنت  في اغلب المحاضرات اوالسيشنات او حتى مذاكره عاديه لاحد المواضيع اذكره سبحانه انبهارا بدقةالصنع وعظمة الابداع ، رؤية الولاده الطبيعية ابكتني مرتين على التوالي وانزلت رعشه في جسدي وتدافع رهيب للافكار في عقلي كان يمنعني ان اتم المشاهده ، كل ما كان يخطر في بالي والام تدفع في محاولة يائسه لكي يخرج الراس ان يالها من مسكينه تتحمل كل هذا الالم وهذه العمليه المرهقه لكي يخرج هذا المخلوق ربما يعبد الله ويعمر الارض ربما يكون شخصا صالحا ويجلب لها السعاده  ، كم تحملت امهاتنا لكي نخرج لهذا العالم ، ويالنا من مساكين ضعفاء واهنين اغبياء خرجنا من ماء هين يخرج من بين الصلب والترائب بعد سكون دام تسعة اشهر في حماية الخالق لنخرج فنعصيه لنخرج فنطيع هوانا وشهواتنا لنخرج فندخل تحت ( وما قدرو الله حق قدره ) ، هذا ما كان يدور في عقلي اثناء الولاده فتداهمني رجفه لا استطيع ان اقف بعدها فاخرج ذاهله لابكي نفسي وابكي ظلمي لها وابكي ضعفي وابكي الم هذه المسكينه ، حقا مشاهده الولاده هي من اقوى الدروس التي تعلمت منها هذا العام ، سنه عظيمه انت يا خامسه لم تكتف بدرس واحد فقط علمت اني طالبه نجيبه اتعلم بسرعه فانهلت علي بقسوتك ودروسك التي احتاجت مني اكثر من ليلة من البكاء لاخرج بفائده منها ، الم تستطيعي ان تعلميني دون كل هذا العنف الذي اردى قلبي صريعا عدة مرات على التوالي .. 
بدات رثاء هذه السنه باخر دروسها والطفها على قلبي وللحديث بقيه ....  

Monday, April 11, 2011

بائع الكتب في كابول ( book review )




خلف تلك الجبال البارده هناك في ذلك الظلام الذي لم تره عيناي واحس به جسدي , بين بقايا الحرب الوحشية التي لم يكن هدفها سوا القتل والتعذيب والدمار الشامل , بحجة حماية امبراطورية كاذبه عنصريه  تملك من الاسلحه ما لا يملكه شعب لا يملك قوت يومه الحالي اصلا   , في تلك القرى وبين العشائر والقبائل بين الامراء والمجاهدين بين قوات السوفيايت وجنود طالبان الى جنود امريكا وقوات حفظ السلام المدعيه , الى ثقافة البوركا ( العبائه النسائيه الافغانيه بأوامر طالبانيه ) وبازارات كابول البسيطه , بين جنبات نضال عائلة افغانيه تعتبر من العوائل الجيده نسبيا بالنسبه لما حولها من عوائل الفقر , بين طيور الحب الخجولة التي تبحث عن قلبين صغيرين لتحط فيهما امانتها  .. سرحت معها .. اخذتني بعيدا بعيدا .. وياله من بعيد .. هنالك في افغانستان انخت راحلتي وحيدة مرهقه لأسمع و أرى .

 كان توقيتها جيدا جدا ,, احتجت ان اذهب الى ذلك البعيد , فزلزال ليبيا وسوريا واليمن اقض مضجعي , واعصار غزه مزق ما بقي مني , لم يكن هروبي نسيانا ولم يكن جبنا , ففي هذه الروايه لم اهرب من رياح الواقع الا لاجد فداحة جرم الماضي , نعم فقد فتحت الكاتبة في هذه الروايه اوراق ماض لم اعرفه من قبل , او ربما لم تترك العراق لي خيارا الا لأنسى او اتناسى افغانستان , اذكر وقتا كانت احداث كوسوفا وما يفعله الصرب من جرائم بدائيه هي شغلي الشاغل , وقتها كنت في المرحله المتوسطه , كانت هناك صوره لطفل من الشيشان يرتدي بدلة صوفيه ويبدو البرد حوله قاسيا , وكان هناك شعرا , لا اذكر فحواه , لكن اذكر اني بكيت واقسمت قسما لا اذكر محتواه ايضا , ولكنه قسم اعتقد بما معنى اني سأفعل شيئا يوما ما  ... تبدو اليوم الذكرى باهتة جدا .. لم تعد لدموعي نفس تلك القوة  .. فقد اصبح البكاء شيئا يوميا بالنسبة لي , اذ لم ابكي اليوم فذلك يعتبر شيئا غريبا علي , احادث صديقتي في الثالثه فجرا لابكي شهداء مصر , احادثها بعد شهر لابكي ليبيا واليمن , اما اليوم فانا لم اعد احادث احدا ..
كل ما عرفه اني ابكي بصمت ..
لست متشائمه .. بل ربما انا سعيده بما يحدث من صحوه في عالمنا العربي .. فهاهم الطغاة .. تزال عروشهم , عرشا عرشا .. ولكني ارى الشهداء يتساقطون كأوراق شجر الخريف .. اغبطهم يوما على حسن الختام  ولقاء الحبيب المنان , وابكي رحيلهم عن احبائهم اياما  اخرى .. تتخبط مشاعري و تتسأل لم كل هذا الظلم , لم كل هذا الكره والحقد للإنسانيه , لم كل هذا الفحش والوحشيه , اذا اردت ان تكون متوحشا هكذا فاطلب من الله ان يخسفك حيوان ,, حقا هل هذه هي سنة الحياة , شريعة الغاب  !!.. لكان خلقنا الله حيوانات لنفترس بعضنا بعضا  ... حقا لا استطيع استيعاب كل هذه المشاعر السوداء .. وما يزيدها فجرا .. انها من المسلم لاخيه المسلم ... اشعر احيانا اني انتظر يوم القيامه بفارغ الصبر ( ليس لأن عملي يخولني ضمان الجنه ) ولكن حقا اريد ان اعرف ماذا سيحدث لهؤولاء .. يا رب سلم سلم ... اللهم حسن الختام ....


 اه نعم الكتاب ..
ادهشني معرفة الكاتبة لكل تلك التفاصيل بحياة  تلك العائله الافغانيه , من التفاصيل السياسية والنزاعات القبليه وتاريخ الافغان الحربي , الى الصراعات المنزليه الحميمه بين زوجين اثنين وعائلتيهما وجيرانهم وعشيرتهم .. حتى انها تطرقت الى كمية الدهن المستخدمه في الطبخ وعن تقاليد الافغان في الزواج , عن المشاعر الروحانية التي انتابت منصور ورغبته بالتطهر والتوبه بعد ان راودته تلك الافكار المحرمه , عن نشاط ليلى ورغبتها الشديده في العمل كمدرسة للغة الانجليزيه , عن شدة سلطان واستقامته وعشقه لكتبه ومكتبته ونضاله في الحفاظ على تراث بلده , عن زوجتيه اخواته وامه .. عن حياة المرأه الافغانيه وصراعها مع الحجاب وتقاليد مجتمعهم البدائي .. عن حكم طالبان ( الاسود برأي الكاتبه وليس رأي ) ... 

 هنا ربما اخذ موقفا ليس محايدا قليلا .. لا اعرف عن طالبان شي ولا اعرف عن ذلك الصراع الامريكي الطالباني الا الشيء اليسير .. ولا حتى عن الحكومه الافغانيه التي سبقت عهد طالبان ولا حتى عن من يحكم افغانستان حاليا .. كل ذلك تطرقت له الكاتبه .. لكن  ربما هيا صدقت في الاحداث وما رأت لكن تبقى تلك الكذبه الكشوفه التي يحاول الغرب اقحامها في عقولنا بدون جدوى .. ان التدخل الاجنبي هو الحل لكل مشاكل الانسانيه وان دمقراطيتهم الكاذبه هي التي ستزرع الارض بالخير والسلام .. وان تعاليم الاسلام هي التوحش بعينه .. كانت هناك حياديه في بعض الصفحات .. والكثير من الفهم الخاطيء للاسلام .. لكن يبقى نقلها للحياه الافغانيه عميقا جدا وحميما جدا ..

وهذه بعض مما سكن خاطري ومرعليه قلم التأشير الاصفر مشيرا الى تميز ما لامسه ^_^ 

 # يجلس سلطان على المقعد الخلفي للحافله , محشورا بين المسافرين , اما حقيبته فتستريح تحت قدميه . وفي داخل الحقيبه يوجد مشروع عمره , وهو مكتوب في قصاصة ورق . فهو يرغب بطباعة الكتب المدرسيه الجديده لأفغانستان . فعندما تفتح المدارس ابوابها في هذا الربيع , فسوف لا يكاد يجد احد اي كتب صالحه للتدريس . فألكتب التي قامت بطباعتها حكومة المجاهدين والطالبان لا نفع فيها . فهذه هي الطريقة التي يبدأ فيها تعليم الاحرف الهجائيه للاطفال في السنة  الاولى كما يلي : * الحرف أ * يرمز ال اسرائيل التي هي عدوتنا ؛ والحرف ج * يرمز الى الجهاد , غايتنا في هذه الحياة ؛ والحرف ك * يرمز الى كلمة كلا شينكوف , سبيلنا الى الانتصار , ... والحرف م* يرمزالى المجاهدين , فخرنا وابطالنا .... و الحرف ط* يرمز الى حركة طالبان ... LOOOOL  قمة الذكاء  ^_^ طبعا الكاتبه ما عجبها !!

# و المسجد الازرق اية في التجلي والروعه في اشراقة وسط العتمه . انه اجمل الابنيه التي كانت قد شاهدتها عينا منصور على الاطلاق . اما الانوار الغامره للمسجد فهي هديه من السفارة الامريكيه , وذلك لمناسبة زيارة السفير الى هذه المدينه عشية رأس السنه . و المصابيح الحمراء تضيء الميدان المحيط بالمسجد , ذلك الميد ان المحيط بالزورا . هذا هو المكان الذي سيتوسل فيه منصور الصفح والغفران والتطهر من الذنوب والخطايا . هنا سيعود طاهرا نقيا . فهو يكاد ان يغمى عليه لمجرد إلقاءنظرة على المسجد الكبير .

 # " لولا الجهاد , لكان العالم بأسره لا يزال يرزح تحت قبضة الشيوعية’ . لقد سقط جدار برلين بسبب الهزائم التي ألحقناها بالاتحاد السوفياتي , وبسبب الإلهام الذي اعطيناه للشعوب المقهورة . لقد تسببنا في تفسخ الاتحاد السوفياتي الى خمسة عشر جزءا . لقد قمنا بتحرير الشيوعيه . فالجهاد قد قاد الى ولادة عالم اكثر حرية . لقد انقذنا العالم بأسره لان الشيوعية قد لاقت مقبرتها في افغانستان ".

# وفي صباح احد الايام كان سلطان في مكتبته يرتشف فنجانا من الشاي الساخن ويراقب يقظة مدينة كابول من رقادها . عندما قام بوضع خطته حول كيفية تحقيق حلمه , فكر في مقطوعه شعريه مأخوذه من شاعره المفضل الفردوسي تقول ما معناه :
" ومن اجل انت تعيش
ينبغي عليك
ان تكون
في بعض الاحيان ذئبا
وان تكون شاة في بعضها الاخر"

# و تنطلق اصواتهن بالغناء في عتمة الليل بينما يقمن بالتصفيق و الرقص :
" جئنا ناخذ هذه الفتاة من بيتها الى بيتنا
يا عروس لا تخفضي رأسك ولا تبكي
فهذه ارادة الله , و عليك ان تشكريه
يا محمد , يا رسول الله صرف همومها
واجعل كل صعب ميسرا "
وترقص نسوة وكيل محركات ابدانهن ووجوههن داخل الشالات و الحجابات ........

# " اتشاريكينني الشعور ذاته ؟ " كان قد سألها . لكنها لا تشعر في الحقيقة بشيء . فهي يائسه فحسب . وها هي الان تفرض عليها حقيقة جديدة , فهي غير معتادة على الشعور بأي شيء . وهي تقنع نفسها بأنها لا تشعر بشيء , لأنها تعرف أن من واجبها الا تشعر بشيء . فالمشاعر ضرب من الخزي و العار , هذا ما كان قد ادخل في ذهن ليلى بحكم التربية .

ختاما ..
ارتحل مع رائعة اخرى  , في رحلة  طويله الى ايسلاندا الخضراء  ولكن تلك قصة اخرى في بلاد بعيده  .. حين تغني الاسماك ..