وسط الورق المبعثر على سريري والمكتب وسط ذلك الكتاب وتلك المذكره وذلك الملف .. ونهاية اخر اسبوع مشحونه بالمذاكره ... مرهقه متعبة انا .. اريد ان ارفع الرايه البيضاء , نعم اريد ان استسلم .. لقد تعبت نعم اشعر بالتعب .. لا ليس عيبا ان ارغب بالاستسلام .... ليس عيبا ان اطلب من الوقت ان يتوقف ومن الناس ان يصمتو ومن الجميع ان يتوقف عن التنفس .. لا اريد ان اسمع صوتا او همسا فانا اشعر بالتعب .. رجاءا لا امرا رجاءا الصمت والهدوء ...
لم اكتب شيء عن هذه السنه بعد ,, مع انها بدأت قويه .. فقد انتهينا في الاسبوع السابق من مادة التخدير .. نعم كانت جميله مثير للاهتمام , لقد كنا محظوظين بأن بدأنا بماده سهله وممتعه كالتخدير .. وقد كنت الاوفر حظا بين زميلاتي بان استطعت ان اقوم بإنتيوبيشن حقيقي لمريض حقيقي وليس دميه .. كان شعورا رائعا , وانا ادخل انبوب التنفس البلاستيكي للقصبه الهوائيه والمريض في سبات عميق وجهازه التنفسي مشلول بعد ان تم اعطاءه الماده المخدره ,, كان امامي فقط خمسه دقائق , خمسه دقائق فقط ليبدأ المريض يعاني من اعراض الهايبوكسيا ( نقص الاكسوجين في الدم )... في تلك اللحظه لم اشعر بان الذي كان يسري في عروقي دما بل هو ذلك الهرمون ,, هرمون الخوف والتركيز ,, احسست بالادرينالين يندفع بين جدران اوردتي وشراييني .. كان احساسا رائعا لا استطيع وصفه .. الا كجراح حديث عهد يمسك بالمشرط ليرسم اول خط دموي في حياته المهنيه على جسد يتنفس .. نعم اعتقد ان هذا مثال جيد , قريب بما شعرت به ..
اخذت مادة التخدير الاسبوعين الاولين من هذه سنه .. كانت خفيفه وبسيطه حتى اني شعرت بانها فترة نقاهه واستعداد للمعارك الكبرى التي سنواجهها في الاسابيع المقبله .. بقدر ما كانت سهله بمقدار ذلك .. اتى الاختبار صعبا عميقا احتاج الكثير من الوقت لكي ننتهي من حله , حتى اني لم اراجع ورقتي لان الوقت انتهى بسرعه .. لم تظهر النتائج بعد ..لكن ليكن الله في عوننا ..
اما عن الاسبوع السابق فماذا اقول .. الا اني اكتشفت اني مصابه بمرض نفسي حتما حتما .. بل اني اكتشفت ان جميع طلاب الطب مصابين بشتى الامراض النفسيه .. والاكتئاب بدرجته الخفيفه يحتل المرتبه الاولى والصداره , يليه فورا ثنائي القطبين (: لا اعلم هل اقول اني فقط امازحكم ام اقول هذه هيا الحقيقه المره ... طبعا من هذه المقدمه السوداويه عن الاسبوع الثالث في سنه خامسه .. فلن يخفى عليكم اني ادرس السايكاتري ( الامراض النفسيه ) الصراحه قمة المتعه والحزن معا ,, لم يحتوي الاسبوع الاول الا على المحاضرات من التاسعه صباحا حتى الثالثه او الرابعه عصرا .. لم يكن هناك اي احتكاك مباشر مع مريض حقيقي .. حزرتم اذا ان الاسبوع الثاني من هذه الماده سيكون دوره في مستشفيات جده للامراض النفسيه .. الله يستر !!! ( اخاف يمسكونا كلنا وما يخرجونا من المستشفى بحكم خلل في النيوروترانزميترز التي يحملها عقلنا المسكين )
خامسه جميله هادئه حتى الان .. اشعر انه الهدوء قبل العاصفه ..................
اخر كتاب بين يدي كان..
.
ذاكرة الجسد .. للكاتبه الجزائريه احلام مستغانمي
عمر الروايه ثمانية عشر عاما ...
لتتحدث هذه الروايه عن نفسها .. لن احكم , فعنوانها قد سبقني ..
غير تعليق صغير احب ان أنوه عنه ... لمدمني لغة الحب والعشق .... يجب ان تكون هذه الروايه في مفضلتكم .. فإنها المشاعر اذا نطقت ..